نظم وقف "محبو النبي " في إطار برنامج "شهر الصحابة"، في مدينة شانلي أورفا فعالية بعنوان "النجوم التي تضيء طريقنا"، سلطت الضوء على حياة الصحابي الجليل سعيد بن زيد وأم المؤمنين أم كلثوم، بهدف تقديم نماذج من تضحيات الصحابة وإسهاماتهم في نشر رسالة الإسلام.
أقيمت الفعالية في قاعة مؤتمرات مديرية التربية الوطنية بمحافظة شانلي أورفا وسط حضور جماهيري كبير.
بدأت الفعالية بتلاوة عطرة من القرآن الكريم قدمها الشيخ "عبد الصمد أرغون"، أعقبها تقديم فقرات إنشادية أداها فنانو "وكالة أوزلم"، تلتها محاضرة قدمها الباحث والكاتب أورهان أركوش حول شخصية "سعيد بن زيد".
تحدث أركوش عن مكانة "سعيد بن زيد" كأحد العشرة المبشرين بالجنة ودوره في دعم الدعوة الإسلامية منذ بدايتها.
وأوضح أن "سعيد" بن زيد كان من أوائل الذين أسلموا وشاركوا في الهجرة إلى المدينة، حيث كان له دور بارز في بناء الدولة الإسلامية. وأكد أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان يثق به ثقة كبيرة، حتى أنه كلفه مع الصحابي طلحة بن عبيد الله بتأسيس جهاز الاستخبارات في المدينة المنورة، وهو دور تطلب شجاعة وإخلاصًا منقطع النظير.
كما أشار "أركوش" إلى موقف النبي الكريم من غياب سعيد بن زيد عن غزوة بدر، حيث أخبره صلى الله عليه وسلم أنه رغم عدم مشاركته الميدانية فقد كُتب له أجر المجاهدين، وخصص له نصيبًا من الغنائم كغيره من المقاتلين.
تخللت المحاضرة أيضًا تسليط الضوء على والده زيد بن عمرو بن نفيل، الذي عاش على الحنيفية ورفض عبادة الأصنام قبل بعثة النبي، ودعا الله أن يهدي ابنه سعيد إلى الإسلام ويجعله من أتباع النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهو ما تحقق لاحقًا.
وفي حديثه عن شخصية سعيد بن زيد، قال أركوش: "إن بيته كان يُعرف بـ"دار الزعفر" أي "بيت النصر"، لكونه محطة لانطلاق الأنشطة الدعوية".
وتساءل "أركوش" إن كانت بيوت المسلمين اليوم تتحلى بهذه الصفة، داعيًا الجميع إلى تخصيص أوقات وأماكن في بيوتهم لنشر العلم وتعليم الدين.
وفي ختام المحاضرة، أشار "أركوش" إلى إخلاص سعيد بن زيد للقيادة الإسلامية بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كان أول من بايع الخليفة أبو بكر الصديق رضي الله عنه، مؤكدًا ولاءه بقوله: "أنا سيفك المسلول، استخدمني كيفما تشاء، واستمر ولاؤه لحكام المسلمين، حيث كان أيضًا أول من بايع الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وعندما استشهد عمر، بكى "سعيد بن زيد" بحرقة، قائلاً: "بشهادة عمر، فُتح في الإسلام ثغرة لن تُسد حتى يوم القيامة".
واختُتمت الفعالية بالدعاء، وتوجه الحضور إلى جناح التسجيل للمشاركة في مسابقة السيرة النبوية التي تقيمها الوقف بالتوازي مع هذه الفعالية. (İLKHA)